الإمارات تُطالب بوقفٍ فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وقفٍ فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، محذّرةً من استمرار الحرب الأهلية التي تدفع البلاد نحو انهيار كامل وتُفاقم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، إن الفريق عبد الفتاح البرهان يواصل رفضه المتكرّر لكل المبادرات الرامية لإحلال السلام، وفي مقدمتها خطة السلام الأمريكية، معتبرةً أن هذا الرفض يعكس سلوكًا مُعرقِلًا ينبغي للمجتمع الدولي أن يُدينَه بوضوح، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وأضافت أن الشعب السوداني هو من يدفع الثمن الأكبر جراء هذا التعنّت، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع الإنساني في السودان بات من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث تُستخدم المساعدات كسلاح، ويتم تجويع المدنيين عمدًا في عدد من المناطق المنكوبة.

السودان يقترب من الانهيار

أعربت الهاشمي عن قلقٍ بالغ تجاه ممارسات طرفي النزاع، مؤكدةً أن التصعيد العسكري المتواصل وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية يُقربان السودان من حافة الانهيار الكامل، الأمر الذي يهدد ملايين المدنيين ويدفع بموجات نزوح واسعة داخل وخارج البلاد.

ورحّبت الإمارات بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى منع السودان من الانزلاق نحو التطرّف والتفكك، وإلى كبح التدهور الحاد في الوضع الإنساني الذي يزداد سوءًا يوماً بعد يوم.

واختتمت الوزيرة الإماراتية بالتأكيد على أن تنسيق الجهود الإقليمية والدولية بات ضرورة قصوى لوقف الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين، وإعادة السودان إلى مسار سياسي موثوق يقود في النهاية إلى دولة آمنة وموحّدة وقابلة للحياة.

ومنذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، اشتدت الأزمات المتراكمة في السودان، وامتدت تداعياتها إلى دول الجوار، مخلفة وراءها مأساة إنسانية كبرى يعيشها الملايين داخل السودان وخارجه.

وتُعدّ الأزمة الإنسانية في السودان اليوم الأكبر على مستوى العالم، حيث يحتاج اثنان من كل ثلاثة أشخاص إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ويواجه أكثر من 25 مليون شخص خطر الجوع الحاد، في وقت تجاوز فيه عدد النازحين داخليًا وخارجيًا 12 مليون شخص وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.